هذا فيلم من إبداع المخرج الإيطالي “روبيرتو روسيلليني” أحد الأقطاب الثلاثة الذين قامت علي أكتافهم الواقعية الجديدة. أما القطبان الآخران فهما “فيتوريو دي سيكا” و”ولوكينو فيسكونتي”.
وفي “الجنرال ديللا روفيري” حدث أمر غير مسبوق، إذ اجتمع الإثنان: “روسيلليني” و”دي سيكا” لأول وآخر مرة؛ الأول مخرجا، والثاني مؤديا للدور الرئيسي، بتقمصه شخصية الجنرال.
وموضوع الفيلم يتمحور حول شخصية لص صغير، يشاء له قدره، قريبا من نهايات الحرب العالمية الثانية، أن يعتقله رجال الجستابو الألماني أثناء احتلال ألمانيا الهتلرية لإيطاليا الفاشية، ومن ثم يرغمونه علي انتحال شخصية أحد أبطال المقاومة الإيطالية: الجنرال ديلا روفيري، وذلك حتي يكون في وسعهم انتزاع معلومات من خلاله، عن نشاط السجناء السياسيين. الغريب في الأمر أن الرجل المحتال المدسوس وسط السجناء، أتقن الدور المرسوم له، أي تقمص شخصية الجنرال، علي نحو اعتبره معه الرفاق السجناء أنه بطلهم الأمثل.
ولا غرابة فيما ذهبوا إليه من اعتباره بطلا أمثلا، لأنه، والحق يقال، أمعن في الإندماج حتي أصبح والشخص الذي ينتحل شخصيته (الجنرال) واحدا، بحيث صار هو الأخر بطلا، فإذا به متمرد ممتنع عن الإستجابة لأي من طلبات الجستابو فلا يؤدي منها شيئا، الأمر الذي كان لا بد معه أن ينتهي به الحال في الختام، بطلا مقاوما، محكوما عليه بالإعدام، شأنه في ذلك شأن الجنرال الذي تقمص شخصيته، ونفذ فيه الحكم الصادر عليه بالإعدام.
وأخيرا، أري من المفيد أن أشير إلي فوز الفيلم بالعديد من الجوائز، أخص من بينها بالذكر جائزة الأسد الذهبي , كبري جوائز مهرجان فينيسيا.
مشاهده إشاره الفيلم هنا
مصطفي درويش