مرة أخرى يعود الحديث عن “لا لا لاند”

مرة أخرى يعود الحديث عن “لالا لاند” والمناسبة أولاً حصده نصيب الأسد من جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا)، وذلك بفوزه بخمس جوائز في الحفل الذي أقيم في لندن يوم الأحد الموافق الثاني عشر من فبراير لعام 2017.
ومن بين تلك الجوائز الفائز بها جائزة أفضل فيلم وأفضل تصوير سينمائي وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل ممثلة في دور رئيسي.
وهذا النجاح يأتي في أعقاب فوز الفيلم بسبع جوائز “الكرة الذهبية”. وأرجح الظن، أنه وقد جرى ترشيحه لأربع عشرة أوسكار، وهو أمر لم يحدث من قبل لأي فيلم منذ “تايتنك” و”كل شيء عن حواء”، أنه فائز، ليلة السادس والعشرين القادمة، بعد بضعة أيام، بنصيب الأسد من جوائز مهرجان أوسكار التاسع والثمانين، وأذكر من بينها أوسكار أفضل فيلم ومخرج وممثل رئيسي وممثلة رئيسية.
وختاماً، فالآن جميع محبي الفن السابع، في انتظار الليلة الكبيرة، ليلة إعلان من فاز، ومن لم يفز بجوائز ذلك المهرجان الذي لن يمر سوى عام إلا ويكون على أعتاب التسعين.

مرة أخري الحديث عن لا لا لاند

غير أني في هذه المرة، أقصر الحديث علي “رايان جوسلنج” مؤدي الدور الرئيس في فيلم لا لا لاند، والفائز بالكرة الذهبية عن دوره هذا.
أما لماذا ذلك  الإهتمام، وانحصار الحديث عنه دون غيره ممن شاركوه في إبداع الفيلم، والفوز معه بكرات ذهبية، أدي فوزهم بها إلي الإرتفاع بعددها إلي سبع كرات؟
اهتمامي هذا إنما يرجع إلي أن “جوسلنج” ليس وجها جديدا في عالم الأطياف فانه يشارك بموهبته الفذة في هذا العالم منذ أكثر من عقدين من عمر هذا الزمان، والأفلام التي لعب فيها دورا رئيسيا أو دورا مساعدا ذَا تأثير كبير علي مسار الأحداث  فأن عددها مذهل علي نحو يكاد الإرتفاع أو التجاوز عن عددها مقارنة بأي  ممثل أخر يكون أمرا من الصعوبة بمكان، إن لم يكن أمرا مستحيلا.
والأهم من ذلك تنوع موضوعات الأفلام التي أسندت إليه، علي نحو يثير الإعجاب  بقدرة جوسلنج الفائقة علي تقمص شخصيات فريدة، كل واحدة منها منبتة الصِّلة بالأخري تماما.
ومن هنا فوزه بالكرة الذهبية عن أدائه الدور الرئيسي في “لا لا لاند” لم يأت من فراغ.
فما أكثر الجوائز التي فاز بها طوال مشواره السينمائي، وما أكثر الترشيحات، أخص من بينها ترشيحه لأوسكار أفضل أداء لدور رئيسي في فيلم “هاف نلسون” (٢٠٠٦).
الغريب في الأمر فيما يتصل بعرض أفلامه في بر مصر، أن جلها، إن لم يكن كلها، لم تتح له فرصة ذلك العرض حتي يومنا هذا، وذلك إن دل فإنما يدل علي الوضع السينمائي المتردي عندنا، وانقطاع الصِّلة  بيننا وبين تيار الفن السابع، بمفهومه الإنساني الحق، الذي ينفع الإنسان الآن وفي مستقبل الأيام.

الطريق إلي الأوسكار

قبل بضعة أيام أعلنت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية عن ترشيحاتها لجوائز الكرة الذهبية، التي تقدم كل عام لنجوم السينما والتليفزيون المتميزين.  ويعلن عن أسماء من فازو بجوائزها قبل الإعلان عن الترشيحات لجوائز أوسكار بقليل. وعادة الفوز بجوائزها يعد مؤشرا، أغلب الظن، لا يخيب عن المنحي الذي سيتجه إليه أولو الأمر في شأن جوئز الأوسكار ، لمن يمنحونها ، و عمن يحجبونها .
ومن بين الأعمال السينمائية الكثيرة التي جري ترشيحها لجائزة الكرة الذهبية سأقصر الحديث عن فيلم “لا لا لاند”  لصاحبه المخرج  “داميل شازيل” لضيق المجال.
أما لماذا ذلك القصر عليه دون غيره من الأعمال السينمائية الأخري، فذلك لأنه تصدر قائمة الأعمال الموسيقية أو الكوميدية بسبع ترشيحات، أرجح الظن أنه فائز بأغلبها وبخاصة جوائز أفضل فيلم ومخرج وممثل وممثلة في دور رئيسي؛ علاوة علي أنه منذ عرضه قبل بضعة شهور في مهرجان فينيسيا السينمائي، وهو محل احتفال من قبل جمهرة النقاد في إجماع قل أن يكون له نظير.
واللافت أيضا أنه من فرط الحماس له، وقع اختيار مجلة السينما ذائعة الصيت “سايت آند ساوند” (صورة و صوت) علي لقطة منه لتكون صورة الغلاف.
وعندي أن ذلك الإحتفال به علي ذلك النحو غير المألوف، وهو أمر غير مسبوق، حتي بالنسبة لروائع الأفلام، إنما يرجع إلي أنه يمثل عودة الروح إلي الملهاة الموسيقية، ذلك النوع السينمائي الذي كانت أفلامه تملأ القلوب بهجة وسرورا. ومع ذلك اختفت من علي الشاشات، وكأنه لم يكن لها وجود في تاريخ السينما، لا سيما ما كان منها متصلا باستوديوهات هوليوود الكبري، وإنتاجها ذلك النوع من الأفلام الذي انبهر به المولعون في مشارق الأرض ومغاربها، علي امتداد أكثر من عقد من عمر الزمان.
لذلك كله، لم يكن أمرا مفاجئا، الإعلان يوم الأحد الموافق الثامن من يناير، عن فوز “لا لا لاند” بجميع الجوائز المرشح لها، محققا بذلك فوزا غير مسبوق في تاريخ الكرة الذهبية، ومع ذلك السبق، فالراجح ترشيحه بعد بضعة أيام، لأكثر من جائزة من جوائز الأوسكار.
أما فوزه بها من عدمه، فأمر في علم الغيب، أو في قول آخر أمر مرتهن بمشيئة  كل عضو من أعضاء أكاديمية فنون وعلوم  الأفلام!