الطريق إلي الأوسكار

قبل بضعة أيام أعلنت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية عن ترشيحاتها لجوائز الكرة الذهبية، التي تقدم كل عام لنجوم السينما والتليفزيون المتميزين.  ويعلن عن أسماء من فازو بجوائزها قبل الإعلان عن الترشيحات لجوائز أوسكار بقليل. وعادة الفوز بجوائزها يعد مؤشرا، أغلب الظن، لا يخيب عن المنحي الذي سيتجه إليه أولو الأمر في شأن جوئز الأوسكار ، لمن يمنحونها ، و عمن يحجبونها .
ومن بين الأعمال السينمائية الكثيرة التي جري ترشيحها لجائزة الكرة الذهبية سأقصر الحديث عن فيلم “لا لا لاند”  لصاحبه المخرج  “داميل شازيل” لضيق المجال.
أما لماذا ذلك القصر عليه دون غيره من الأعمال السينمائية الأخري، فذلك لأنه تصدر قائمة الأعمال الموسيقية أو الكوميدية بسبع ترشيحات، أرجح الظن أنه فائز بأغلبها وبخاصة جوائز أفضل فيلم ومخرج وممثل وممثلة في دور رئيسي؛ علاوة علي أنه منذ عرضه قبل بضعة شهور في مهرجان فينيسيا السينمائي، وهو محل احتفال من قبل جمهرة النقاد في إجماع قل أن يكون له نظير.
واللافت أيضا أنه من فرط الحماس له، وقع اختيار مجلة السينما ذائعة الصيت “سايت آند ساوند” (صورة و صوت) علي لقطة منه لتكون صورة الغلاف.
وعندي أن ذلك الإحتفال به علي ذلك النحو غير المألوف، وهو أمر غير مسبوق، حتي بالنسبة لروائع الأفلام، إنما يرجع إلي أنه يمثل عودة الروح إلي الملهاة الموسيقية، ذلك النوع السينمائي الذي كانت أفلامه تملأ القلوب بهجة وسرورا. ومع ذلك اختفت من علي الشاشات، وكأنه لم يكن لها وجود في تاريخ السينما، لا سيما ما كان منها متصلا باستوديوهات هوليوود الكبري، وإنتاجها ذلك النوع من الأفلام الذي انبهر به المولعون في مشارق الأرض ومغاربها، علي امتداد أكثر من عقد من عمر الزمان.
لذلك كله، لم يكن أمرا مفاجئا، الإعلان يوم الأحد الموافق الثامن من يناير، عن فوز “لا لا لاند” بجميع الجوائز المرشح لها، محققا بذلك فوزا غير مسبوق في تاريخ الكرة الذهبية، ومع ذلك السبق، فالراجح ترشيحه بعد بضعة أيام، لأكثر من جائزة من جوائز الأوسكار.
أما فوزه بها من عدمه، فأمر في علم الغيب، أو في قول آخر أمر مرتهن بمشيئة  كل عضو من أعضاء أكاديمية فنون وعلوم  الأفلام!