غاوي حب وأدب

احترت بين الأفلام الكثيرة المعروضة بعد انتهاء أيام العيد السعيدة.

ومرد حيرتي أن بعض هذه الأفلام مصري وبعضها الآخر امريكي توريد هوليوود والغريب في أمر الأفلام الامريكية الآتيه إلينا من عاصمة السينما أن من بينها فيلماً روسياً يوزعه وياللعجب أحد استديوهات هوليوود الكبرى.

وعلى كُلٍ، فقد انهيت حيرتي باختيار فيلمين للمشاهده أحدهما الفيلم الروسي القادم إلى بر مصر من بلاد العم سام، واسمه “حراس الظلام” لصاحبه المخرج “تيمور بيكما مبتوف” والآخر الفيلم المصري “غاوي حب ” وهو أول فيلم روائي طويل لصاحبه المخرج “أحمد البدري” وسأقصر الحديث هنا على الفيلم المصري مرجئاً الحديث عن الفيلم الروسي، وهو من نوع الخيال العلمي إلى فرصة أخرى، قد يتسع فيها المجال لتناوله بشيء من التفصيل.

وفيلم “غاوي حب” من ذلك النوع المسمى بالكوميديا الموسيقية.

تخليط معتاد

وأفلامنا من هذا النوع من الصعب تصنيفها في هذه الأيام ففيها تختلط الموسيقى بالهزل، بالرومانسية بالحركة والتشويق وهذا هو حال “غاوي حب”.

ففيه يشدو محمد فؤاد بأكثر من أغنيه تدور حول الهوى والحنين إلى أيام حلوة ذهبت كالأحلام.

وفيه حكاية حب من نار بينه وبين “حلا شيحا” تذكرنا بحكايات شهداء الغرام في الأدب القديم والحديث فيه مطاردات في البر والبحر ولكمات يتبادلها الأبطال، وسيارات تنسف عمال على بطال.

مطرب وأديب

كل ذلك عمل المؤلف “أحمد البيه” على حشده في سيناريو استوحاه من قصة بقلم بطل الفيلم المطرب محمد فؤاد. ولعله من المفيد هنا أن نذكر بأن “أحمد البيه” هو صاحب سيناريو “اسماعيلية رايح جاي” ذلك الفيلم الذي حقق قبل ثماني سنوات نجاحاً فاق كل التوقعات وأن “محمد فؤاد” كان صاحب قصة الفيلم وبطله في آنٍ معاً.

كلام الناس

أن الفيلم قد روعي في اخراجه ألا يكون منطوياً على أيه لقطة خادشة للحياء، ومن هنا مجيؤه خالياً من أيه قبلة ولو بريئة وارجاع نجاحه تجارياً إلى هذا السبب، الأمر الذي مهد الطريق لغلبة ما سُمّي وقتها بتيار السينما النظيفة. وثمة أوجه شبه من هذه الزاوية بين الفيلمين القديم والجديد، “فغاوي حب” هو الآخر مأخوذ عن قصة للمطرب “محمد فؤاد” ونظيف لخلوه من أيه لقطة خادشة للحياء ولو من بعيد، فلا محرمات من قبيل الأحضان والقبلات.

الصلاح والفلاح

وأرجح الظن أن اختيار “صلاح” اسماً لبطل الفيلم لمما يدخل في سياق هذا النهج المؤدب الذي أراده “محمد فؤاد” للفيلم، لعله بفضل ذلك يحقق نفس النجاح الذي حققه اسماعيليه رايح.. جاي.

وختاماً يبقى لي أن أقول أنه لا مجال للمقارنة بين الفيلمين فالفيلم الأخير أي “غاوي حب” يفوق الفيلم الأول إخراجاً وتمثيلاً وهنا لا يفوتني أن أشير إلى تفوق النجم الصاعد الواعد “رامز جلال” في أدائه لدور مذيع في برنامج نجوم.

كان، والحق يقال، عنصراً خفيف الظل، ملطفاً إلى حد كبير!!