نظرة طائرة على أفلام الصيف

يبدو أن السينما المصرية على وشك أن تصبح سينما الفصل الواحد، وبالتحديد فصل الصيف.

لا تبدأ عروض أفلامها إلا مع حلول ذلك الفصل اللعين بحره وكسله، وبعد ثلاثة أشهر، مع تباشير الخريف.

وظاهر الأمور أن تلك الأفلام الصيفي ربما لن يزيد عددها في الأسابيع القادمة عن أربعة، جميعها من نوع الملهاة، وأغلبها لا يقول شيئاً.

وكان أول عروضها فيلم “شجيع السيما”، بطولة أحمد آدم وياسر جلال، وإخراج علي رجب.

فقر الفكر

والفيلم مقتبس، أو بمعني أصح منقول نقل مسطرة من الفيلم الأمريكي “الطريق الصعب” بطولة “مايكيل فوكس” و “جيمس وودز” وإخراج “جون بادهام” (1991).

“فآدم” هو بديل “فوكس” في دور النجم السينمائي، و “جلال” بديل “وودز” في دور رجل الشرطة وحتى اللقطات لا تختلف عن لقطات الفيلم الأمريكي إلا في أقل القليل.

والآن، ومع انتهاء العام الدراسي ومحنة الامتحانات ارتأى أصحاب فيلم “بلية ودماغه العالية” أن وقت عرضه قد حان.

وكما هو معروف فالفيلم ينفرد “محمد هنيدي” ببطولته.

ولأمر ما أسند إخراجه إلى “نادر جلال” وأغلب الظن أنني لن أحظى بمشاهدته إلا بعد عودتي من ربوع اسكتلندا، وطن “القلب الشجاع”، ذلك الفيلم الذي حصد العديد من أهم جوائز الأوسكار، قبل خمسة أعوام.

وبعد “بلية” لا يبقى من الأفلام الصيفي سوى “سوق المتعة” و”الناظر صلاح الدين”.

والأكيد أن أحدهما على الأقل سيكون معروضاً في دور السينما، لدى عودتي إلى أرض الآباء، فأشاهده مستمتعاً، فيما لو كان فيلماً مصرياً أصيلاً، لا مقتبساً، مثل “شجيع السيما”.

وألا يكون للسينما المصرية سوى أربعة أفلام أو ربما أكثر قليلاً، في فصلها الوحيد، لأمر محزن حقاً.

وهنا، لعله من اللازم المفيد أن أعرض، من باب المقارنة، لبعض الأفلام الأمريكية المعدة للعرض في فصل الصيف الحالي.

وفي عرضي لها إنما أعتمد على ما كُتب عنها في عدد من المجلات السينمائية، مثل “فيلم ريڨيو”، “بريميير”، و”امباير” و”توتال فيلم”.

كمّ وكيف

فحسبما يبين مما جاء في تلك المجلات، لا يقل عدد تلك الأفلام عن خمسة وعشرين.

ومما لوحظ عليها أنها من جميع الأنواع فبعضها، وهو الأكثر تكلفة، عماده الحركة مثل فيلم “مهمة مستحيلة” جزء ثان، وبطله النجم “توم كروز” الذي سبق وأن أسندت له بطولة الجزء الأول.

وفيلم “العاصفة الكاملة” بطولة “جورج كلوني” و “مارك والبرج”.

وفيلم “ذهب في ستين ثانية”، بطولة “نيكولاس كيج” الفائز بأوسكار أفضل ممثل رئيسي، وذلك قبل خمسة أعوام.

وبعض أفلام الصيف الأمريكية الأخرى من النوع الكوميدي لعل أهمها “أنا ونفسي وايرين” بطولة جيم كاري أول نجم يحصل على أجر قدره عشرون مليون دولار عن الفيلم الواحد.

ولانه لا يخلو صيف من عمل سينمائي ضخم من ذلك النوع المسمى بأفلام الخيال العلمي ويصرف عليه عشرات الملايين من عزيز الدولارات، فالأضواء مسلّطة على “رجال أكس” وهو فيلم مأخوذ عن مسلسل ناجح له من العمر ثمانية وثلاثون عاما.

تنوع وثراء

ومن بين الأنواع الأخرى فيلم “الوطني” وبطله النجم “ميل جيبسون”.

وأحداثه تدور في أثناء حرب الاستقلال الأمريكي ضد الاستعمار البريطاني ويأمل أصحابه في أن يرقى إلى منزلة “القلب الشجاع” فنياً وتجارياً. والفيلم من إخراج “رولاند إيميريس”، صاحب “يوم الاستقلال”.

وكذلك من بين تلك الأنواع، وما أكثرها في السينما الأمريكية الواسعة الثراء، فيلما “فانتازيا 2000” و”الطريق إلى الدرادو”، وكلاهما من أفلام التحريك “الكارتون”.

والأول من إنتاج استديوهات ديزني، التي برعت في هذا النوع من الأفلام.

أما الثاني فمن إنتاج “دريم ووركس” المشارك في تأسيسها المخرج الذائع الصيت “ستيفن سبيلبرج”.

وقد سبق لهذه الشركة أن أنتجت “أمير مصر” الستوحى من قصة خروج بني إسرائيل من أرض الفراعين.

سر الهيمنة

وليس من شك أن ذلك التنوع المذهل فيما ينتجه مصنع الأحلام من أفلام، هو الذي جعل من هوليوود عاصمة للسينما، وفتح الأبواب لهيمنتها على الفن السابع في مشارق الأرض ومغاربها.