هال.. يولد هذه الأيام

يحتفل المخرج الأمريكي ستانلي كيوبريك هذه الأيام بمناسبتين في منتهى الغرابة. الأولى هي الاحتفال بميلاد العقل الاليكتروني “هال” الذي ولد هذه الأيام، أو المفروض أن يولد. والمناسبة الثانية هي مرور عشرين عاماً على إخراج فيلمه الشهير “البرتقالة الآلية”.

تبدو غرابة المناسبة الأولى، في أن العقل الاليكتروني “هال” قد ظهر في فيلم “2001 أوديسا الفضاء” الذي تم إخراجه عام 1967، وحسب أحداث الرواية فإن هذا العقل الاليكتروني سوف تتم صناعته في عام 1992 ويتم تركيبه في سفينة الفضاء نوسترومو التي ستدور حول الأرض في عام 2001، وفوق هذه السفينة سيدور أول صراع من نوعه بين قائد سفينة الفضاء والبشري وبين “هال”.. الذي سيصبح بالفعل أول عقل اليكتروني يصارع الإنسان ويتفوق عليه فكرياً ويتحكم في مصيره ثم يقوده..

المفروض حسب خيال الكاتب آرثر كلارك الذي كتب الرواية – أن هال سيولد هذه الأيام ولعل إحدى الشركات تقوم بتصنيعه فعلاً وتتمكن من بعثه إلى الوجود، ليتحول خيال الفنان إلى حقيقة مع العام الأول من القرن الواحد والعشرين.

أما الحدث الثاني فهو فيلم “البرتقالة الآلية” المأخوذ عن رواية للكاتب المعروف انتوني بيرجيس. والتي تدور حول الشاب ماكس الذي ارتكب مجموعة من جرائم الاغتصاب العنيفة في شوارع لندن في زمن قادم، وقامت السلطات بالقبض عليه، وبدلاً من عقابه قامت باجراء عملية “مسح مخ” له تحول على أثرها إلى مخ بشري، يقبل أحذية أسياده ولأتفه الأسباب، ويتصرف بخنوع وذله باديين.. لكن الناس آثرت أن يعود ماكس إلى حالته الأولى أفضل من أن يكون بشراً صناعياً.

لاشك أن لكيوبريك الحق في أن يحتفل بهاتين المناسبتين، فهذان الفيلمان قد شاركا في صنع عقلية العالم في العشرين عاماً الماضية، وخرجت من جعبة الفيلمين ظواهر عديدة حول علاقة البرتقالة الآلية الانسان بانجازات العلم ومنظوره إلى المستقبل الذي سوف يتسم يعنف ظاهر على كل المستويات.

الجدير بالذكر أن روايات الهلال قد قدمت للقارئ العربي ترجمة كاملة لرواية “البرتقالة الآلية” قبل عدة أعوام.