تنفرد “جوليا روبرتس” بمنزلة خاصة بين نساء هوليوود. فهي أكثرهن شهرة وشعبية داخل الولايات المتحدة وخارجها. فمنذ أن جاءتها الشهرة، بفضل فيلم “امرأة جميلة” وتعلق الناس بها يزداد على مر السنين.
ولأنها نجمة غالية الثمن، أجرها عن الفيلم الواحد، زهاء خمسة عشر مليون دولار، فجمهورها المولع بها، لا يراها على الشاشة إلا نادراً، مرة واحدة في السنة، مع التفاؤل الشديد.
وليمة دسمة
ويبدو من عروض الأفلام عندنا في هذه الأيام أن جمهورها القاهري أسعد حظاً من أي جمهور آخر في مشارق الأرض ومغاربها. ففي مدة لا تزيد على أسبوع واحد، أتيحت له فرصة مشاهدة فيلمين، تلعب “جوليا” في كليهما دوراً رئيسياً.
أولهما “العروسة الهاربة” وثانيهما “سحر الحب” – “نونتج هيل”.
والفيلم الأول يجمع مرة أخرى الثلاثي الذي ساهم في إبداع “امرأة جميلة”، وذلك قبل تسع سنوات. وأفراده هم المخرج “جاري مارشال” والنجمان “ريتشارد جير” و”جوليا”.
وفي هذا الفيلم لعبت “جوليا” دور بائعة هوى في مدينة “لوس أنجلوس”، حيث يقع في حبها رجل أعمال وسيم وواسع الثراء “جير”.
أما في فيلمها الثاني “العروس الهاربة” فجوليا تلعب دور امرأة شابة، اعتادت الفرار من الفرح كلما اقتربت لحظة الارتباط النهائي، بعقد القرآن.
اللقاء السعيد
وها هي ذي، بعد ثلاث محاولات زواج فاشلة، عرّضت سمعتها للقيل والقال، تلتقي بصحفي صاحب عمود ذي تأثير في الرأي العام، وجد في مسلكها الخارج عن المألوف مادة شيقة، مثيرة لاهتمام القراء.
وفي البداية، لم يكن لقاؤهما ودياً، بل جاء على العكس، متسماً بالعداء. ومع مرورالأيام، إذا بهذا العداء يتحول إلى ود، فمحبة، فهيام. ولن أحكي تفاصيل هذا التحول، وهي تفاصيل ممتعة إلى حد كبير.
وأكتفي بأن أقول أن “جوليا” أدت دورها بامتياز. وأن “جير” كان في أفضل حالاته والحق، أنهما، وكما قال مخرج الفيلم عنهما، يمتلكان خاصية الثنائي الشهير “سبنسر تراسى” و”كاترين هيبورن”، ذلك الثنائي الذي أمتعنا بحوالي تسعة أفلام على امتداد ربع قرن من عمر الزمان.
معبودة الجماهير
والآن، إلى “سحر الحب”، حيث تلعب “جوليا” دور نجمة أمريكية معبودة من الجماهير، وهو نفس دورها في الحياة، مع تغيير الاسم إلى “آنا سكوت” بدلاً من”جوليا”.
ومعظم أحداث الفيلم، وهو من إخراج “روجر ميشيل”، تقع في حي “نوتنج هيل” بلندن، حيث يعمل في دكان لبيع الكتب السياحية، ويقيم “ويليم تاكر” ويؤدي دوره النجم “هيو جرانت”.
والفيلم فيه من روح “أربعة أفراح وجنازة” الشيء الكثير. ومما يعرف عنه أنه فيلم انجليزي، حقق ايرادات فاقت كل التوقعات. ولا غرابة في أن يتأثر به “سحر الحب”، فصاحب سيناريو كلا الفيلمين واحد، هو”ريتشارد كيرتس”.
وعلى النقيض تماماً من فيلمي “امرأة جميلة” و”العروس الهاربة”، تتقمص “جوليا” في “سحر الحب” شخصية نجمة ثرية، تقع في حب انجيزي غلبان.
نظام النجوم
أما كيف التقت به، وكيف وقعت في أسر حبه، وكيف انتهى به الحب زوجة له في الحلال، فذلك ما يحكيه بالتفصيل سيناريو محكم البناء. والفيلم في جوهره يتمحور حول فكرة عبادة النجمة، وتأثيرها على الناس العاديين.
ولقد أجاد كل من كاتب السيناريو والمخرج عرض هذه الفكرة، دون السقوط في عيب المباشرة، ذلك العيب الذي تعاني منه السينما كثيراً. ومما ساعدهما على تحقيق المراد نجومية “جوليا”، وتقمصها للدور بشكل طبيعي، بعيد عن التكلف والادعاء.
حقا كانت في أدائها رائعة، جديرة بالثناء.