الماجيك

هذا اسم لفيلم، وفي الوقت نفسه اسم لبطله الشاب الصاعد الواعد “أحمد حاتم” والفيلم من تأليف كاتب السيناريو “محمد حسان”، واخراج محمد مصطفي” صاحب “أوقات فراغ” أكثر أفلام العام الماضي إثارة للدهشة والاعجاب.

وموضوعه يدور أساساً حول مجموعة من الشباب الضائع، وتحديداً ثلاثة شبان يعيشون في عشوائيات “ميت عقبه” وشاب رابع يحيا في بحبوحة العيش، بحي راق، مجاور للعشوائيات والمجموعة يقودها “الماجيك” في لغتنا العربية تعني السحر أما لماذا أسلمت المجموعة قيادتها إليه، فذلك لأنه أكثر أفرادها طموحاً وقدرة على ركوب المخاطر، سعياً إلى الصعود والارتقاء إلى مصاف الأثرياء، وحتى يحقق حلمه في التسلل إلى فردوس الحياة اللذيذة، لم يكن أمامه سوى سبيل ممارسة السرقة إلى حد الامان، في الأماكن حيث يتردد الأغنياء.

وكعهدنا في معظم أفلام الميلودراما المصرية، وعلى امتداد ثمانين عاماً، هي عمر انتاج الأفلام الروائية “الطويلة” على ضفاف النيل، لم يقنع كاتب السيناريو “حسان” إلا بخيوط درامية متعددة متشابكه أذكر من بينها.

أولاً، خط الفتاة “درة” تؤدي دورها إيناس المصري- التي نراها في أولى مشاهدها وأسرتها الفقيرة تزوجها من ثري عربي مسن إلى درجة العجز عن السير بمفرده فضلاً عن العجز عن القيام بواجبه، كزوج ليلة الدخلة رغم لجوئه إلى استعمال المنشطات بما في ذلك الحبة الزرقاء.

ومن بين مفاجآت هذا الخط، وما أكثرها اعتراف “درة” لفتى المجموعة المتيسر الحال ويؤدي دوره “كريم قاسم” أنها تزوجت خمس عشرة مرة، فضلاً عن رفضها معاشرته لها معاشرة الأزواج إلا بعد أن يقول لها “أنا زوجك أمام الله”!!

ثم رفضها إنهاء علاقتها به إلا بعد النطق بعبارة “انت طالق” وهناك خط ثان، هو خط الفتاتين “دنيا وسارة” اللتان تزعمان أنهما من بنات البيوتات، في حين أنهما في حقيقة الأمر من بنات الهوى، شغلتهما التردد على صالات الديسكو الصاخبة لا لهدف سوى اصطياد أبناء الموسرين الظامئين إلى الجنس الحرام. ولم أعرض للخطوط الأخرى، فذلك شيء يطول، وأنما اكتفي بأن أقول أن كاتب السيناريو خانه التوفيق كثيراً، عندما عرض لمأساة الفتيات الثلاث بأسلوب مباشر فيه من الفجاجة الشيء الكثير علاوة على ركاكة من النادر أن يكون لها نظير.

وختاماً، لا يفوتني إلا أن أذكر أن “الماجيك” مقارنة “بأوقات فراغ” أول فيلم روائي طويل للمخرج “محمد مصطفى” يعتبر خطوة إلى الوراء، فالماجيك يفتقد والحق يقال سحر التلقائية وحركة الروح سعياً فيها إلى آفاق بلا حدود ولا قيود.