حرب العوالم

هذا الفيلم لا يدور حول عوالم شارع محمد علي أو أي شارع آخر من شوارع مصر المحروسة، كما قد يتبادر إلى الأذهان.

إنه يدور حول عوالم من طبيعة أخرى، كائناتها سدم ونجوم وكواكب، مجال تحركها الفضاء.

وصاحبه “ستيفن سبيلبرج” ذلك المخرج الأمريكي الذي ذاع صيته، بحيث لا يجري استطلاع رأي عن أعظم المخرجين في تاريخ السينما بدءًا من تحرك الصورة قبل أكثر من مائه عام، وحتى يومنا هذا، إلا ويجئ ترتيبه في الصدارة، الأول بجدارة ولا غرابة في هذا، فهو صاحب عدة أفلام، كل واحد منها علامة في تاريخ السينما.

ومن بينها أذكر على سبيل المثال “الفك المفترس”، “لقاءات قريبة من النوع الثالث”، “أي تي” ، “الذكاء الصناعي” و”تقرير الأقلية”.

وهو الفائز مع فيلمه “قائمة شندلر” بجائزتي أوسكار أفضل فيلم وإخراج.

والفائز بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلمه “إنقاذ الجندي ريان”.

وفضلاً عن ذلك، فبعض أفلامه حققت أعلى إيرادات في تاريخ السينما، ومن بينها أذكر “الفك المفترس” وثلاثية “أنديانا جونز” بطولة “هاريسون فورد”.

هذا، ومن بين المزايا التي جعلته فريد نوعه في عالم السينما، أنه يحس عصرنا، يرى صورته الظاهره وأعماقه معاً.

كما أنه يمتلك قدرة فائقة على اكتشاف المواهب، وتحريك الحشود والمجاميع، وإسناد الأدوار المناسبة للممثلين، الكبار منهم والصغار فضلاً عن ابتكار أفكار ووسائل فنية عديدة، فتحت للغة السينما آفاقاً جديدة.

ومعروف أنه بداءً من فيلمه الأول “صراع ” لم ينقطع عن الإخراج.

ومع ذلك فرصيده من الأفلام، خلال أربعة وثلاثين عاماً، ثلاثة وعشرون فيلماً فقط.

واللافت للنظر في رصيده هذا، أن حوالي ربعه من ذلك النوع من الأفلام المسمى بأفلام الخيال العلمي.

و “حرب العوالم” – جمع كلمة عالم بفتح اللام – المعروض في مصر تحت اسم “الغزو الرهيب” من ذلك النوع من الأفلام.

وموضوعه مستوحي من قصة بنفس الاسم (1898) للأديب الإنجليزي “هـ. ج. ويلز” جرى إخراجها أكثر من مرة للراديو والسينما والتليفزيون.

وكعهدنا “بسبيلبرج”، اختار لواحد من أهم الأدوار في الفيلم فتاة صغيرة “داكوتا فاننج” ليس لها من العمر سوى أحد عشر عاماً وعندي أنها تفوقت في الأداء على نجم النجوم “توم كروز”.

فهو، والحق يُقال، لم يكن مقنعاً في أدائه لدور الأب الذي يعمل جاهداً في هذا الفيلم من أجل حماية فلذة كبده من بطش غزاة الفضاء، المتعطشين للدماء.

وصفوة القول أن “سبيلبرج” بفيلمه الأخير لم يخب ظن المعجبين بموهبته الفذة، خاصة في مجال إخرج أفلام الخيال العلمي.

بل أن الفيلم يؤكد أن خبرته التي اكتسبها على مر الأعوام قد صقلت موهبته، وزادتها رصانه وعمقاً.