المفاجأة: سعفة كان الذهبية تذهب إلي فيلم مخرجه شيخ مسن

علي إيقاع ضربات قلوب واحد وعشرين مخرجا ومخرجة بقوا علي هذا الحال زمنا تجاوز الوقت المحدد لإعلان اسم الفيلم الفائز بالسعة الذهبية بربع ساعة أو يزيد.
هكذا جاء وصف الناقد اللبناني اللامع “محمد رضا” لحالة القلق التي عاني منها أصحاب الأفلام المتنافسة علي تلك السعفة، في مهرجان كان السينمائي التاسع والستين الذي انتهت فعالياته قبل بضعة أيام.
وكما استبان في ليلة المهرجان الأخيرة، كانت السعفة من حظ فيلم “أنا دانييل بلايك” لصاحبه المخرج ذائع الصيت (كن لوش).
والمثير للدهشة أن هذا الفوز ليس أول تتويج له بها، إذ سبق له أن توج بالسعفة قبل قبل عشرة أعوام عن فيلمه الرائع (الريح التي عصفت بالشعير).
و فوزه الثاني هذا، أتاح له فرصة إلقاء كلمة، قال فيها من بين ما قال، منددا باليمين المتطرف، وبالجشع المادي الذي يتهدد عالمنا، وبتردي الخدمات الإجتماعية تحت حكم حزب المحافظين.
و فضلا عن ذلك، أشاد بالفن السابع، بوصفه سبيلا للخلاص، عبر الوعي بضرورة تحمل مسؤولية التصدي لكل ما يتهدد الإنسان الآن وفيما هو قادم من الأيام.
هذا ويعد فيلم (كن لوش) بموضوعه ذي الطابع الإجتماعي، استمرارا للمسار الأوروبي الواقعي في مجال فن السينما، علي غرار الواقعية الجديدة التي نهضت بالسينما الإيطالية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، باندحار دولتي محور روما – برلين؛ إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية.
يبقي لي أن أقول إن صاحب الفيلم الفائز بالسعفة شيخ علي عتبة الثمانين، و سيرته السينمائية حافلة بروائع الأفلام بعضها روائي والبعض الآخر تسجيلي.
وعلي نقيض جيله من صانعي الأطياف، لاسيما من كان منهم من فئة المخرجين، قاوم إغراء مصنع الأحلام في كعبة السينما هوليوود، فلم يحج إليها طوال حياته، مكتفيا بالبقاء في أرض الآباء إنجلترا، حيث مارس مهنته المحببة إلي قلبه وعقله، إخراج وإنتاج ما أملاه عليه خيال متسق مع ضمير لم ينس أبدامعاناة الإنسان المعاصر في أزمنة بعضها حالك السواد.