الذكري الثلاثين لرحيل صاحب المومياء

بمناسبة هذه الذكري نشرت مكتبة الإسكندرية أحدث توثيق لحياة شادي عبد السلام وأعماله، وفيما يلي نص ذلك التوثيق:
– مصري.
– مخرج وكاتب سيناريو ومصمم ديكور وأزياء.
– ولد في ١٥ مارس ١٩٣٠ في الإسكندرية.
– ابن المستشار محمد بك عبد السلام من رجال القضاء والذي ينتمي إلي عائلة من المنيا في صعيد مصر.
– تخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة-قسم العمارة ، وكان من بين أساتذته المعماري المصري العالمي حسن فتحي .
– عمل مساعدا للإخراج مع صلاح أبو سيف وهنري بركات وحلمي حليم، من ١٩٥٧ إلي ١٩٥٩.
– عمل مصمما للديكور والأزياء من ١٩٥٩ إلي ١٩٧٢.
– اشترك في تصميم ديكورات الفيلم الأمريكي كليوباترا، إخراج جوزيف منكيفتش عام ١٩٦٣، والفيلم البولندي “فرعون” إخراج بيرجي كافاليروفيس عام ١٩٦٥، والفيلم الإيطالي “الصراع من أجل البقاء” إخراج روبيرتو روسليني عام ١٩٦٧.
– لم يتزوج.
– توفي ٨ أكتوبر ١٩٨٦ في القاهرة.

بين فاتن والمتنبي

إنه مايزال بيننا يعيش ويضحك كما لم يضحك من قبل، بل أكاد أجزم أنه ضاحك من تزاحم الضحكات علي ما يحدث في بر مصر الآن، مؤكدا ماذهب إليه في صدر بيته الشهير : وكم ذا بمصر من المضحكات.
فهل ما يزال بيننا من يتوهم بعد ما حدث منذ أسابيع، وبعد عشرة شهور من التقاضي، أن مصر بخير، وقد أصدرت محكمة القضاء الإداري بمحافظة القليوبيه شمال القاهرة، حكمها في الدعوي التي أقامها فريق من أهالي قرية ترسا بإلغاء قرار محافظ الإقليم بإطلاق اسم الفنانة “فاتن حمامة” علي مجمع يضم ثلاث مدارس تجمع بين الجنسين وبين مراحل التعليم الثلاث، وقررت إعادته إلي الإسم السابق وهو “مجمع مدارس ترسا” ، وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن العرف قد جري علي إطلاق أسماء العلماء والأدباء والسياسيين وشهداء الوطن علي المدارس.
وخرج أهالي القرية في مظاهرات حاشدة، يحتفلون بهذا النصر العظيم. ولم يفكر محافظ الإقليم الذي صدر الحكم ضد قرار أصدره سلفه، في استئنافه أو الإستشكال في تنفيذه وآثر أن “يشتري دماغه” وأن يرضي الرأي العام في محافظته وبادر إلي تنفيذ الحكم فورا!
وكانت القضية قد أثارت جدلا إعلاميا واسعا عندما تواترت أنباؤها قبل شهور، ليس فقط لأن هذه هي أول مرة يتظاهر فيها المواطنون في إحدي القري لمثل هذا السبب، لكن كذلك لأن الحيثيات التي استند إليها طلاب وطالبات هذا المجمع المدرسي وأولياء أمورهم في الإعتراض علي الإسم وصرحوا بها علانية في تحقيق تليفزيوني، ذهبت إلي أن تسمية المدرسة بهذا الإسم، تسيء إلي سمعتهم وسمعة بناتهم لأنه اسم يوحي بأنهن قد تخرجن في مدرسة للرقص، بل وصل الأمر إلي أن أولياء أمور بعض الطالبات هددوا بمنع بناتهم من مواصلة الدراسة في مدرسة تحمل اسم “فاتن حمامه”!!
وختاما، وبعد كل هذا أيحق للبعض منا أن يكابر فيعيب علي أبي الطيب المتنبي قوله، قبل بضعة قرون من الزمان “وكم ذا بمصر من المضحكات…..” ؟!!

العائد مستصحبا الأوسكار

كنت على موعد مع العائد، أو بعني أصح نجمه الأول “ليوناردو دى كابريو”، وكان الموعد ليلة إعلان جوائز الأوسكار، وتحديدا في دار سينما عتيقة بمدينة دويسبورج، غربي ألمانيا، حيث شاهدت فيلم “العائد” ليلا.
وصباح اليوم التالي، فوجئت بأن جائزة أفضل فيلم لم تكن من نصيبه، وإن كانت جائزة أفضل مخرج كانت من نصيب مبدعه المخرج المكسيكي الأصل “جونزالس ايياريتو”.
ولا يفوتني هنا أن أذكر سابقة فوزه قبل ذلك بعام بجائزتي أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج وذلك عن إبداعه فيلم “بيردمان”.
وأعود إلي فيلم “العائد” لأقول إن “ليوناردو دي كابريو” قد فاز بجائزة أوسكار أفضل ممثل رئيسي عن أدائه البارع لدور صائد الفراء “هيو جلاس”؛ هذا ولئن كان أداؤه للدور الرئيسي في الفيلم أمر لا ينازعه فيه أحد، إلا أن بطولة الفيلم يتنازعها، والحق يقال، اثنان لا ثالث لهما، “هيو جلاس” صائد الفراء والطبيعة المتوحشة العذراء، وأقصد بها تحديدا الطبيعة في ولاية وايومنج أثناء الربع الأول من القرن التاسع عشر، أي في زمن لم تكن قد اكتملت فيه بعد ملامح الولايات المتحدة كما نعرفها الآن، فغربها الممتد حتي المحيط الهادي لم يكن سوي أرض موحشة عذراء، مسكونة بأنواع من الحيوانات المفترسة الهائمة في الغابات، مع ما تبقي من أهل القارة الأصليين، وجماعات من البيض أكثر ضراوة، صائدي الفراء والمتاجرين فيه بطول وعرض ماجري اكتشافه من أرض القارة الأمريكية.
فبدءا من أولي لقطات العائد، والصراع الدامي الذي لا يهدأ أبدا، بين “هيو جلاس” وما حوله من طبيعة موحشة، نراه أول ما نراه و”هيو جلاس” يدافع عن نفسه دفاعا مستميتا في مواجهة دب هائج يحاول حماية دبيباته الوليدة من عدوان بني الإنسان.
وهكذا تتواصل ملحمة الصراع بين “هيو جلاس” وبين كل ما حوله طوال أحداث فيلم قل أن يكون له مثيل بين الأفلام، مما جعله مستحقا لما فاز به من العديد من جوائز الأوسكار!!